الْخُطْبَةُ الأولي
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) . أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم :« خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ». وَقَدْ دَعَانَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ إِلَى اغْتِنَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَالدَّعَوَاتِ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالْعِلْمِ وَالْخَيْرَاتِ، فَيَوْمُ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :«إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ». فَنَحْمَدُ اللَّهَ أَنْ خَصَّنَا بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ.
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: مَا هِيَ الأَعْمَالُ الَّتِي نَغْتَنِمُ بِهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟
إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَأَرْجَاهَا عِنَدَ اللَّهِ تَعَالَى: الصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ صلى الله عليه وسلم :« أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا». فَيُسْتَحَبُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَنَهَارَهَا، وَيُوصِيَ أُسْرَتَهُ بِذَلِكَ، وَيَحُثَّهُمْ عَلَيْهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ... فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ...؟ قَالَ:« إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ».
قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَإِنَّمَا خَصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِأَنَّهُ سَيِّدُ الأَيَّامِ، وَالنَّبِيُّ سَيِّدُ الأَنَامِ؛ فَلِلصَّلاَةِ عَلَيْهِ فِيهِ مَزِيَّةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ. فَعَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَزْكَى الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكَاتِ.
وَمَا أَجْمَلَ قُرْآنَ الفَجْرِ فِي حَيَاتِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ، قال تعالى : ( إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) . فَإِنَّ صَلاَةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ الَّتِي تَبْدَأُ بِهَا يَوْمَكَ، وَيَتَأَكَّدُ فَضْلُهَا وَيَتَعَاظَمُ أَجْرُهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللَّهِ صَلاَةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ». وَبَعْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ يُسْتَحَبُّ الإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتِلاَوَةِ كِتَابِهِ الْكَرِيمِ، خَاصَّةً سُورَةَ الْكَهْفِ، فَفِيهَا كَثِيرٌ مِنَ الْمَعَانِي الْعَظِيمَةِ، وَالْفَوَائِدِ الْجَلِيلَةِ، وَلِقِرَاءَتِهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَضْلٌ كَبِيرٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ؛ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ».
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَيَسْتَعِدُّ الْمُسْلِمُ لِأَدَاءِ صَلاَةِ الْجُمُعَةِ، فَهِيَ مِنْ فَرَائِضِ الإِسْلاَمِ، وَمِنْ أَعْظَمِ مَجَامِعِ الْمُسْلِمِينَ، فَيَغْتَسِلَ وَيَتَطَيَّبَ، وَيَلْبَسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ؛ لِيَكُونَ طَاهِرًا نَقِيًّا، حَسَنَ الْمَظْهَرِ، طَيِّبَ الرَّائِحَةِ، عَمَلاً بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْغُسْلَ، ثُمَّ لَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ مَسَّ مِنْ دُهْنِ بَيْتِهِ مَا كُتِبَ، أَوْ مِنْ طِيبِهِ، ثُمَّ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ». وَفِي رِوَايَةٍ:« وَزِيَادَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ». فَيَحْسُنُ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يَأخذَ زِينتَهُ عِنْدَ دُخُولِهِ بَيْتَ اللهِ، قَالَ تَعَالَى:( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) .
وخاصَّةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ لِأَنَّ الْمَلاَئِكَةَ يَجْلِسُونَ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ مَعَ النَّاسِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :« إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوْا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». فَيَا بِشَارَةَ مَنْ حَرَصَ عَلَى التَّبْكِيرِ إِلَى صَلاَةِ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَتَسَابَقُ إِلَيْهِ الْمُتَسَابِقُونَ، وَيَتَنَافَسُ فِيهِ الْمُتَنَافِسُونَ، فَيَسْعَى إِلَى أَدَاءِ صَلاَةِ الْجُمُعَةِ الْمُصَلُّونَ، وَيُقْبِلُ إِلَيْهَا الذَّاكِرُونَ، فَيَتْرُكُوا الْبَيْعَ وَالشِّرَاءَ وَقْتَ الصَّلاَةِ، اسْتِجَابَةً لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) . وَكُلَّمَا كَانَ الْمُسْلِمُ إِلَى الصَّلاَةِ أَسْبَقَ؛ نَالَ الْخَيْرَ وَحَازَ الأَجْرَ. عِبَادَ اللَّهِ: وَمِمَّا لَهُ أَعْظَمُ الأَجْرِ، وَأَكْبَرُ الثَّوَابِ؛ كَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ واغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وابْتَكَرَ ومَشَى ولَمْ يَرْكَبْ ودَنا مِنَ الإمامِ فاسْتَمَعَ ولَمْ يَلْغُ كانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أجْرُ صِيَامِها وقِيامِها ». وَيَحْرِصُ الْمُصَلِّي عَلَى الْقُرْبِ مِنَ الْخَطِيبِ، وَيَتَقَدَّمُ إِلَى الصُّفُوفِ الأُولَى، فَيُتِمَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، وَلاَ يَجْلِسَ فِي أَوَاخِرِ الصُّفُوفِ إذا وَجَدَ أَمَامَهُ مُتَّسَعًا، وَلاَ يُزَاحِمَ غَيْرَهُ، وَلاَ يُؤْذِيَ الْمُصَلِّينَ بِتَخَطِّي الرِّقَابِ، فَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ :«اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ». كَمَا يُرَاعِي الْمُسْلِمُ هَيْبَةَ الْمَسَاجِدِ وَحُرْمَةَ خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ، فَيُنْصِتَ لَهَا، وَيَتَجَنَّبَ كُلَّ مَا يَشْغَلُهُ عَنْهَا مِنِ اسْتِعْمَالٍ لِلْهَوَاتِفِ أَوْ أَحَادِيثَ جَانِبِيَّةٍ مَعَ الْمُصَلِّينَ، فَقَدَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ ». وَإِذَا اصْطَحَبَ أَطْفَالَهُ مَعَهُ فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ ضَبْطَ سُلُوكِهِمْ، وَخَفْضَ أَصْوَاتِهِمْ، وَالْحِفَاظَ عَلَى آدَابِ الْمَسَاجِدِ وَالْهُدُوءِ وَالسَّكِينَةِ. فَاللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لاِغْتِنَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَارْزُقْنَا الْمُحَافَظَةَ عَلَى صَلاَتِهَا وَآدَابِهَا وَسُنَنِهَا، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْمَقْبُولِينَ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الأَمِينِ صلى الله عليه وسلم وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) .
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. واعْلَمُوا أَنَّ القرآنَ الكريمَ الَّذِي حَثَّنا علَى اغتنامِ يومِ الجُمُعَةِ، وَنَزَلَتْ فِيهِ سُورُةٌ بِاسْمِ الجُمُعَةِ، لَهُ حُقُوقٌ كَثِيرَةٌ عَلَيْنا، وَمِنْ بَيْنِ هذهِ الحقوقِ حَقُّ أَهْلِهِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: « إنَّ للَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ قالوا: يارسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قالَ: هُمْ أَهْلُ القُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ».
وَأَهْلُ القرآنِ يَكْفِيهم فَخْراً وشرفاً أن يَنْزِلَ في حَقِّهِمْ قُرْآنٌ يُتْلَى في مَشَارِقِ الأرضِ ومَغَارِبها، وذلكَ في قولِ اللهِ جَلَّ شَأْنُهُ:( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) .وفي هذا الشهرِ الجاري تُطْلِقُ جائزةُ دُبي الدَّوْلِيِّةُ للقرآنِ الكريمِ الدَّوْرَةَ الثَّانيةَ مِنْ مُسَابَقَةِ الشيخة فاطمة بنت مبارك الدوليةِ للقرآنِ الكريمِ، التي تُنَظِّمُها الجائزةُ بِرعايةٍ كريمةٍ مِنْ صَاحِبِ السُّمُوِّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبِ رئيسِ الدولةِ، رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، حاكمِ دبي، رعاهُ اللهُ، وهِيَ مُسابَقَةٌ دوليةٌ للإناثِ علَى مُسْتَوَى العالَمِ.
(وندعوكم يا أهلَ القرآنِ رجالًا ونساءً لحضورِ هذهِ المسابقةِ حُبًّا في القرآنِ وأهلِهِ).
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:
( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) . وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا».اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ مَنَنْتَ عَلَيْنَا بِوَطَنِ التَّسَامُحِ؛ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ شِيمَتَنَا، وَالتَّسَامُحَ خُلُقَنَا، وَالتَّرَاحُمَ سُلُوكَنَا، وَالْعَطَاءَ دَأْبَنَا. اللَّهُمَّ زِدْنَا سَعَادَةً وَطُمَأْنِينَةً وَهَنَاءً؛ وَأَدِمِ السَّعَادَةَ عَلَى وَطَنِنَا وَبُيُوتِنَا وَعَلَى أَهْلِينَا وَأَرْحَامِنَا. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ.
اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلِ الصَّبْرَ سَبِيلَنَا لِلإِبْدَاعِ وَطَلَبِ الْعِلْمِ وَالْمَعَالِي وَخِدْمَةِ الْوَطَنِ، وَرَفْعِ رَايَتِهِ فِي الأَعَالِي.
اللَّهُمَّ زِدِ الإِمَارَاتِ بَهْجَةً وَجَمَالاً، وَاكْتُبْ لِمَنْ غَرَسَ فِيهَا هَذِهِ الْخَيْرَاتِ الأَجْرَ وَالْحَسَنَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشَّيْخ محمد بن راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الْحِكْمَةَ فِي أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُوفِينَ بِالْوُعُودِ، الْحَافِظِينَ لِلْعُهُودِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيئاً مَرِيعاً، نَافِعاً، غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ.
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا .
اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ، وبَهَائِمكَ، وانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وأحْيِي بَلَدَكَ الـمَيِّتَ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ.
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.
تنبيه يلقى عقب صلاة الجمعة 10/11/2017
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: تُطلِقُ جائزةُ دبي الدوليةُ للقرآنِ الكريمِ الدورةَ الثانيةَ مِنَ مسابقةِ القرآنِ الكريمِ الخاصةِ بالإناثِ في الفترةِ من 12 إلى 24/11/2017م، وتُقامُ في قاعةِ ندوةِ الثقافةِ والعلومِ بدبي على فترتَيْنِ صباحيةٍ ومسائيةٍ، والدعوةُ عامةٌ للجميعِ لحضورِ المسابقةِ. وصلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا محمدٍ وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق