الخميس، 24 نوفمبر 2016

الاعتراف بالفضل..خطبة الجمعة اليوم في جميع مساجد الدولة

الخطبة الأولى
الحمد لله ذي الفضل والإحسان، والجود والإكرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
أيها المؤمنون: إن التعامل فيما بيننا بالإحسان والفضل من معالي الأخلاق، ومحاسن الصفات التي حثنا عليها ديننا الحنيف، قال تعالى:( ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير) أي: ولا تنسوا الأخذ بالفضل في التعامل فيما بينكم. وإن معرفة الفضل لأهله، والاعتراف بالجميل لصاحبه خلق إنساني رفيع، يتذاكره الأوفياء، وإن أعظم فضل يذكره الإنسان هو فضل الله تعالى عليه في خلقه وهدايته ورعايته، وهذا الفضل الإلهي يستوجب الشكر والحمد، وكان الأنبياء عليهم السلام أكثر الناس ذكرا لفضل الله عز وجل وشكرا لعطاياه، فهذا سيدنا داود وابنه سليمان عليهما السلام كانا يشكران الله تعالى على نعمه، قال سبحانه:( ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين). ولما رأى سيدنا سليمان عليه السلام منن الله تتوالى عليه قال:( هذا من فضل ربي).
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتذكر أفضال الله تعالى، ونشكره على ما من به من نعم، وأسبغ علينا من كرم، فكان صلى الله عليه وسلم يشكر الله عز وجل قائلا:« الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا». فما أجمل أن نحمد عطاءه سبحانه، ونعترف بفضله، ونحسن عبادته، فهذا هو السبيل إلى دوام نعمه ومرضاته، ودخول جنته. والنبي صلى الله عليه وسلم صاحب فضل عظيم علينا، فبه هدانا الله عز وجل، وبث بيننا الرحمة والمحبة، فلله المنة ولرسوله، قال سبحانه:( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). فالواجب على المرء أن يشكر النعمة، ويحمد المعروف على قدر وسعه وطاقته. ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا أن نحبه ونطيعه، ونتبعه ونقتدي به في أفعالنا وأقوالنا، ونصلي ونسلم عليه صلى الله عليه وسلم.
ومن الاعتراف بالجميل: الاعتراف بفضل الوطن الذي أظلتنا سماؤه، وعشنا على أرضه، ونعمنا فيه بالاستقرار والسلام.
فكيف نرد فضل الوطن علينا؟ نرد جميل الوطن بالعمل على رقيه وتقدمه في كافة المجالات؛ كل في موقعه، والدفاع عنه، والذود عن حياضه، ورفع مقامه، والتضحية من أجله، وبذل الغالي والنفيس لتحقيق عزته، وتقديم الصورة المشرفة له.
عباد الله: ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة، فقد كان يذكر فضل أبي بكر الصديق فيقول:« إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر». ويعترف صلى الله عليه وسلم بالفضل لزوجته خديجة رضي الله عنها فيقول:« آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء».
وهذا درس بليغ يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج والأهل والأقرباء، والجيران والأصدقاء، والمجتمع كله؛ حتى نذكر جميل المواقف وحسن الصنيع، فيشكر بعضنا بعضا، ونرد الجميل بأفضل منه، فذلك مما ينشر المحبة، ويعزز الألفة بين أفراد المجتمع، فنعرف الفضل لوالدينا بالدعاء لهما؛ والبر بهما، والإحسان إليهما، والمسارعة إلى طاعتهما، والتواضع لهما، وخفض الصوت عندهما تأدبا معهما، وعدم الجلوس قبلهما، وتجنب التقدم عليهما في قول أو فعل، فذلك من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال:« الصلاة على ميقاتها». قلت: ثم أي. قال :« ثم بر الوالدين». ونذكر الفضل للأقارب والأرحام؛ بصلتهم ومودتهم، وزيارتهم، وحسن عشرتهم، ومشاركتهم في السراء والضراء، ومساعدتهم، قال سبحانه:( وآت ذا القربى حقه).
ونذكر جهود أساتذتنا ومعلمينا، فالمعلم له فضل كبير، وحقه الاحترام والتقدير، والطاعة والتبجيل؛ بما يناسب رفعة مكانته التي جعلها الله عز وجل لأهل العلم في قوله تعالى:( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير).
وكذلك نذكر أصحاب الفضل علينا في عملنا وحياتنا، نذكرهم بالخير بين أهلنا وزملائنا وأصدقائنا وجيراننا، ونحفظ لهم الجميل، فهذا حقهم علينا، ويشجعهم على صنع المعروف. فاللهم اجعلنا من المكافئين لأهل الفضل، الذاكرين معروفهم، والمقدرين جميلهم، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد الأمين صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها المصلونإن أهم ما نتواصى به تقوى الله عز وجل، وأن نتذكر دائما بالفضل شهداء دولة الإمارات العربية المتحدة الأبرار، الذين قدموا لوطنهم أعز ما يملكون، بذلوا أرواحهم الطاهرة، ودماءهم الزكية في سبيل الله عز وجل فداء للوطن، ليبقى عزيزا، عاليا مقامه، شامخا علمه، خفاقة رايته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد». فكان جزاؤهم أنهم ( أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله).
وإن دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا لتفخر بأبناء قواتها المسلحة، وتقدم لهم تحية إجلال وإعزاز، وتقدر عاليا تضحيات أبنائها الشهداء، وإجلالا لقدرهم، وتقديرا لفضلهم؛ فإن الحكومة الرشيدة خصصت يوما للشهداء الأبطال الذين لبوا نداء الواجب، فأصبحوا أوسمة فخر، وقدموا للأجيال قدوة ومثالا.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا». اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم ارحم شهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار، وأنزلهم منازل الأخيار، وارفع درجاتهم في عليين مع النبيين والصديقين، يا عزيز يا كريم.
اللهم اجز خير الجزاء أمهات الشهداء وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا، اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه، اللهم كن معهم وأيدهم، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء يا أكرم الأكرمين.
اللهم انشر الاستقرار والسلام في بلدان المسلمين والعالم أجمعين. اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ونسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك،وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اللهم إنا نسألك المغفرة والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك، أو وقف وقفا يعود بالخير على عبادك، أو تنتفع به ذريته من بعده.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض.
عباد الله:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).
----------------------------------------------

تنبيه رسمي وارد من الهيئة العامة
للشؤون الإسلامية والأوقاف
يلقى عقب صلاة الجمعة  25/11/2016
أيها المسلمون: ضمن الفعالية الرئيسية ليوم الشهيد بعنوان "دقيقة الدعاء" سيتم تنكيس الأعلام على جميع الجهات المحلية والاتحادية والمؤسسات والشركات الحكومية والمدارس والجامعات يوم الأربعاء القادم الموافق 30/11/2016 من الساعة الثامنة صباحا حتى 11.30، وفي الساعة 11.30 الوقوف دقيقة للدعاء للشهداء، وفي تمام الساعة 11.31 سيرفع العلم، فرحم الله الشهداء، وأسكنهم فسيح جناته، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق