الجمعة، 27 أبريل 2018

تبرع بمليون دولار للحفاظ على الطيور المهددة بالانقراض..محمد بن زايد يخصص 6 ملايين لشراء كتب من «أبوظبي للكتاب»

وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتخصيص 6 ملايين درهم تستثمر في شراء سلسلة من الكتب والمراجع والمواد التعليمية النوعية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2018، وذلك لضخها في مكتبات المدارس بما يحقق الأهداف التعليمية المرجوة وإثراء عمليتي التعليم والتعلم.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز الحراك الثقافي والقرائي في المدارس، وغرس حب القراءة في النشء، وزيادة الاهتمام بالكتاب باعتباره مصدراً معرفياً قيماً، وهي مبادرة نابعة من حرص صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على دفع الجهود لبناء أجيال قارئة، تسهم في نهضة البلاد المنشودة، كون الكتاب والقراءة، أساس المعرفة ومنبع تقدم المجتمعات وريادتها عالميا.
وأعرب حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، عن شكره الجزيل لهذه اللفتة الكريمة، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي لا يدخر وسعاً في سبيل تحقيق مقومات المدرسة الأنموذج في بيئتها وجودة مخرجاتها ونظمها المتطورة، التي ترقى بالأجيال، معتبراً أن هذا الاهتمام دائم ومتجدد ونلمسه في العديد من مبادرات سموه، الذي يؤمن بقيمة التعليم وأهميته كمكون أساسي للنهضة الإنسانية والتنموية والفكرية.

وقال إن مبادرة سموه سوف تسهم في رفد مكتبات المدارس بآلاف الكتب والمراجع ومستلزمات تعليمية على قدر كبير من الجودة بما ينعكس في المحصلة النهائية على توفير كنوز معرفية تضاف إلى رصيد المكتبة المدرسية، وتعمل على تعزيز دور الكتاب كمصدر معرفي إضافي يعزز من مهارات وقدرات الطلبة الذهنية ويزيد من مخزونهم العلمي والمعرفي، ويضيف بعداً جديداً لعملية التعلم القائمة على الاعتماد على القراءة التي تعتبر أداة مهمة وأسلوباً حضارياً يجعل الطالب مثابراً وباحثاً وتواقاً إلى كل جديد ومفيد.
وأشار إلى أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2018 يشكل تظاهرة معرفية قيمة، ويزخر بكتب ومواد تعليمية إثرائية، وهو يحتل حيزاً كبيراً من الاهتمام، من قبل القيادة، إذ يأتي برعاية صاحب السمو ولي عهد أبوظبي الذي وفر له كل المسوغات ليكون حدثا مرموقاً يسهم في نشر المعرفة، والتواصل البناء بين دور النشر، وتعزيز صلة المجتمع بالكتاب. (وام)  

أكد في مؤتمر باريس أن الإمارات كرّست مواردها وجهودها لتجفيف مصادر تمويل التطرف..سيف بن زايد: ملتزمون بمكافحة الإرهاب ترسيخاً لنهج زايد


 حضر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، في باريس، أمس الخميس، فعاليات اليوم الثاني وختام «مؤتمر باريس الدولي لمحاربة تمويل الإرهاب»، الذي ألقى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الكلمة الرئيسية، وصدر في اليوم الختامي عن المؤتمر وثيقة «إعلان باريس»؛ حيث تضمنت التوصيات والخلاصات التي توصل إليها المجتمعون. 
كما التقى الرئيس الفرنسي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان أثناء تحيته لكبار ضيوف المؤتمر، بعد أن كان سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد شارك في أعمال الحلقة الحوارية، التي أدارها وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، وتحدث فيها سموه في كلمة افتتاحية عن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الإرهاب، ودورها في تعزيز التعاون والتنسيق الدولي في هذا الشأن. 
وقدم سموه في كلمته الشكر والتقدير للدولة المستضيفة، وإلى الرئيس إيمانويل ماكرون على استضافة هذا الاجتماع المهم، مؤكداً أن الروابط التي تجمع بين شعوب العالم كثيرة ومتعددة، ولكن جميعها مبنية على أسسٍ إنسانية مشتركة، وثوابت حضارية راسخة، كالتعاون بين الأمم، وتسوية النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين. 
وأضاف سموه، أن فرنسا وهذا الجهد الدولي اليوم خير من يجسد هذه المبادئ الإنسانية، مشيراً سموه إلى أن الإمارات تدرك تماماً الدور الذي تلعبه الجمهورية الفرنسية، في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وفي محاربة التطرف والإرهاب، الذي بات يشكل تحدياً دولياً معقداً وخطراً، وكيف أن عمليات تمويل التنظيمات الإرهابية تعد الشريان المغذي لهذه الفئة التي تمكّنهم من تنفيذ عملياتهم الإرهابية، وتحقيق أهدافهم الأيديولوجية. 
وأكد سموه، التزام دولة الإمارات، وكجزء أساسي من سياساتها الداخلية والخارجية، بمكافحة التطرف والإرهاب؛ ترسيخاً لنهج القائد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المبني على تعزيز أواصر التعاون مع مختلف دول العالم، وتعزيز القيم الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف المبنية على التسامح والوسطية وحرية الأديان. 
وقال سموه: إن الإمارات طورت قوانينها واستراتيجية عمل أجهزتها الحكومية لمكافحة الإرهاب واجتثاثه، وكرّست مواردها الوطنية وجهودها الحثيثة؛ لتجفيف مصادر تمويله وقطعها، فأصدرت القوانين الرادعة؛ لمكافحة تمويل الإرهاب، وشكّلت مختلف الهيئات واللجان الخاصة بهذا الإطار، ووقعت على العديد من الاتفاقيات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب وتمويله. 
وأعاد سموه تأكيد أهمية أن تكون جهود مكافحة تمويل الإرهاب من أولويات الدول جميعاً، ويجب عليها تعزيز ومضاعفة الجهود الدولية الهادفة إلى تجفيف منابع تمويل هذا الوباء وقطع أي تغذية مالية لعملياته في أي دولة كانت وأي منطقة يتواجد فيها، مشيراً سموه إلى أن إيمان دولة الإمارات وفرنسا بهذه المبادئ دفعتهما للعمل مع عدد من دول العالم الصديقة والشقيقة من مختلف قارات العالم؛ لتشكيل التحالف الأمني الدولي كنواة أوسع للعمل المشترك العابر للقارات. 
وقد حضر الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، والوفد الإماراتي المشارك جلسات المؤتمر بمعية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وشاركوا في حلقات متخصصة تقام ضمن فعاليات المؤتمر. 
وكان «مؤتمر باريس الدولي لمحاربة تمويل الإرهاب» انطلق، الأربعاء، في العاصمة الفرنسية بمقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تحت شعار: «لا أموال للإرهاب: مؤتمر محاربة تمويل داعش والقاعدة»، وبمشاركة أكثر من 70 دولة من بينها وفد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحضور رسمي كبير من ممثلي الدول المشاركة. 
كما شارك في أعمال المؤتمر أكثر من 20 منظمة دولية وإقليمية، أهمها الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وصندوق النقد الدولي والإنتربول واليوروبول. 
وانقسم المؤتمر أثناء انعقاده إلى أربع مجموعات الأولى ترأسها وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب وتبحث طرق تمويل الإرهاب والتطرف والتعاون؛ لمحاربة الإرهاب، وترأس الثانية وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان وتبحث محاربة الجريمة المنظمة؛ لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب. 
وترأست المجموعة الثالثة وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيليوبي وناقشت النواحي التشريعية لتمويل الإرهاب، فيما ترأست المجموعة الرابعة وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لامير وناقشت تطبيق المعايير لمحاربة تمويل الإرهاب والتحديات الجديدة في محاربة تمويل الإرهاب.
وتزامن المؤتمر الدولي مع ندوة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، وأكد رئيس المركز، الدكتور عبدالرحيم علي، خلال الندوة أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تقودان المواجهة لإحباط مخطط النظام القطري ل«أفغنة» الصومال؛ وذلك من خلال المشروعات التنموية، التي تقدم للشعب الصومالي.
وقال علي، خلال الجلسة الثانية من مؤتمر «التحديات الجديدة أمام مكافحة تمويل الإرهاب»، الذي نظمه المركز، إن الدوحة توجه تمويل إعادة تكوين العناصر الإرهابية التي تمت ملاحقتها في بعض دول المنطقة العربية، ليكون الصومال حاضناً لهذه العناصر.
من جانبه، قال رولان جاكار، الخبير لدى الدول الأعضاء بمجلس الأمن والمجلس الأوروبي، ورئيس لجنة المراقبة الدولية للإرهاب، ومركز دراسات التهديدات العصرية، إن قطر تقوم بتمويل العناصر الإرهابية في بعض الدول، وتستخدم الأموال الطائلة في عمليات الإرهاب. (وكالات) -  

الخميس، 19 أبريل 2018

مجلس النبي صلي الله عليه وسلم..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَفَّ مَجَالِسَ الْخَيْرِ بِالْبَرَكَاتِ، وَجَعَلَهَا سَبَبًا لِنَيْلِ الْأَجْرِ وَالْحَسَنَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَحْسَنُ النَّاسِ حَدِيثًا، وَأَوْقَرُهُمْ مَجْلِسًا، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). 
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: رِيَاضٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، تَتَنَزَّلُ فِيها السَّكِينَةُ، وتَغْشَاهَا الرَّحْمَةُ، وتَحُفُّهَا الملائِكةُ، وَيَذْكُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَهْلَهَا فِيمَنْ عِنْدَهُ، تِلْكَ هِيَ مَجَالِسُ الذِّكْرِ والإيمانِ، يقولُ رسولُ اللهِ : « إذا مَرَرْتُم بِرِيَاضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا، قالوا: ومَا رِياضُ الجَنَّةِ؟ قال: حِلَقُ الذِّكْرِ». وَقَدْ عَظَّمَ اللهُ تِلْكَ المجالسَ، فَذَكَرَ شيئًا مِنْ آدابِها فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ). وَالْمَجْلِسُ الْمُرَادُ فِي الْآيَةِ هُوَ مَجْلِسُ رَسُولِ اللَّهِ . وَاجْتِمَاعُ النَّاسِ فِي الْمَجَالِسِ عَادَةٌ عَرَبِيَّةٌ أَصِيلَةٌ، وَخَصْلَةٌ مُتَرَسِّخَةٌ نَبِيلَةٌ؛ عُرِفَتْ عِنْدَ الْعَرَبِ بِدَارِ النَّدْوَةِ أَوِ النَّادِي، وَهِيَ الْمَقْصُودَةُ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:( فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ). أَيْ مَجْلِسَهُ الَّذِي يَجْمَعُ فِيهِ أَصْحَابَهُ. يَقُولُ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ يَمْتَدِحُ بَعْضَ الْعَرَبِ: وَإِنْ جِئْتَهُمْ أَلْفَيْتَ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ مَجَالِسَ قَدْ يُشْفَى بَأَحْلَامِهَا الْجَهْلُ وَامْتِدَادًا لِهَذِهِ الْعَادَةِ الْحَمِيدَةِ فَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ مَجْلِسٌ يَجْلِسُ فِيهِ مَعَ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ؛ يُحَادِثُهُمْ وَيُؤَانِسُهُمْ، وَيُعَلِّمُهُمْ أُمُورَ دِينِهِمْ. فَكَيْفَ كَانَ مَجْلِسُهُ ؟ لَقَدْ كَانَ مَجْلِسُ النَّبِيِّ مَجْلِسَ أَخْلَاقٍ وَعِلْمٍ، وَوَقَارٍ وَحِلْمٍ؛ يُولِيهِ اهْتِمَامًا بَالِغًا، فَيَسْتَعِدُّ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِ؛ لِيَلْقَى جُلَسَاءَهُ وَوُفُودَهُ بِحُسْنِ السَّمْتِ، وَجَمِيلِ الْهِنْدَامِ؛ فَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهَا أَخْرَجَتْ جُبَّةً وَقَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ كَانَ يَلْبَسُهَا لِلْوُفُودِ. وَالْجُبَّةُ ثَوْبٌ وَاسِعُ الْأَكْمَامِ يُلْبَسُ فَوْقَ الثِّيَابِ. فَكَانَ يَسْتَقْبِلُ ضُيُوفَهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَيَحْتَفِي بِقُدُومِهِمْ، وَيُرَحِّبُ بِهِمْ؛ فَحِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ لَهُمْ:« مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ». وَقَدْ وَصَفُوا اسْتِقْبَالَ النَّبِيِّ لَهُمْ، وَفَرَحَ أَصْحَابِهِ بِهِمْ، فَقَالُوا: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا، فَجَلَسْنَا فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا. وَمَا حَيَّاهُ أَحَدٌ فِي مَجْلِسِهِ بِتَحِيَّةٍ إِلَّا رَدَّ عَلَيْهِ التَّحِيَّةَ بِأَفْضَلَ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا، عَمَلًا بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا). وَبَعْدَ أَنْ يُرَحِّبَ بِضُيُوفِهِ وَيُحَيِّيَهُمْ يَجْلِسُ بَيْنَهُمْ مُتَوَاضِعًا، وَهُمْ جُلُوسٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي مَهَابَةٍ وَوَقَارٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ أَكْثَرُهُمْ وَقَارًا، وَأَعْظَمُهُمْ خُلُقًا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي وَصْفِهِ :( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). وعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَالَسْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ ماِئَةِ مَرَّةٍ، كَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ، يَسْتَمِعُ إِلَى جُلَسَائِهِ. وَلَمْ يَخْلُ مَجْلِسُ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ التَّبَسُّمِ وَالْمُؤَانَسَةِ، فكَانَ أَصْحَابُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَتَنَاشَدُونَ عِنْدَهُ الشِّعْرَ أَحْيَانًا، وَيَذْكُرُونَ الشَّيْءَ مِنْ أُمُورِهِمْ، وَيَتَبَسَّمُ مَعَهُمْ . وَفِي مَجْلِسِهِ يَحْضُرُ الْكِبَارُ وَالصِّغَارُ؛ حِرْصًا علَى تَعَلُّمِ أُمُورِ دِينِهِم، وَزَرْعِ الْقِيَمِ الدِّينِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ، فَكَانَ يُجِلُّ كِبَارَ السِّنِّ وَأَصْحَابَ الْمَكَانَةِ، وَيَخُصُّهُمْ بِمَزِيدٍ مِنَ التَّوْقِيرِ وَالْعِنَايَةِ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الْأَشَجُّ - وَهُوَ كَبِيرُ قَوْمِهِ- عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَوْسَعَ لَهُ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَرَحَّبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ وَقَرَّبَهُ. كَمَا كَانَ يُقَرِّبُ الصِّغَارَ، فَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ جَلَسَ هُوَ وأَصْحابُهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ. وَذَلِكَ لِيَتَعَلَّمَ الصِّغَارُ فِي مَجَالِسِ الْكِبَارِ. وَكَانَ لِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِنْ مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ ؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ، تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا». فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ فِي مَجْلِسِهِ مِضْيَافًا كَرِيمًا، يُضَيِّفُ جُلَسَاءَهُ وَيُكْرِمُهُمْ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ جُلُوسٌ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ أَيْ قَلْبِهَا وَلُبِّهَا- وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ الطَّعَامِ وَأَطْيَبِهِ- فَقَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ لِجُلَسَائِهِ. أَيُّهَا الْمُقْتَدُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ : لَقَدْ كَانَ مَجْلِسُ النَّبِيِّ مَجْلِسَ عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ، تَعَلَّمَ فِيهِ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ؛ قَالَ تَعَالَى:( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ). فَكَانَ يَتْلُو عَلَيْهِمْ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ؛ فَعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ مَعَ النَّبِيِّ فَإِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ قَرَأَهُ عَلَيْنَا. وَفِيهِ كَانَ يُجِيبُ مَنْ سَأَلَ، وَيُنَبِّهُ مَنْ غَفَلَ؛ فَعَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجْفُو عَنْ أَشْيَاءَ، أَيْ: أَجْهَلُهَا فَعَلِّمْنِي فَعَلَّمَهُ . 
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: نَحْنُ فِي شَهْرٍ مُبَارَكٍ، هُوَ شَهْرُ شَعْبَانَ، وَكَانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ أَنْ يُكْثِرَ الصَّوْمَ فِيهِ، فَلَمَّا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».فَاللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلاِقْتِدَاءِ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فِي بُيُوتِنَا وَمَجَالِسِنَا، وَفِي جَمِيعِ شُؤُونِنَا، وَوَفِّقْنَا جَمِيْعًا لِطَاعَتِكَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ. نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ 

فَضْلُ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. 
أمَّا بَعْدُ: فأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْحِرْصِ عَلَى مَجَالِسِ الْخَيْرِ، ومِنْها المجالِسُ التي تَتَعَلَّمُ فيها الأجْيَالُ اللُّغَةَ العربيةَ التي شَرَّفَها اللهُ عِندما اختارها مِنْ بَيْنِ لُغَاتِ الأرضِ لِتكُونَ لُغَةَ كتابِه العزيزِ الذي لا يَأتِيهِ الباطلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وقال تعالى: (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) . وَلَوْ لَمْ تَكُنِ اللغةُ العربيةُ مِنَ القُوَّةِ والرَّوْعَةِ والكمالِ والجمالِ والجلالِ لَمَا اختارها اللهُ لِتَكُونَ وِعاءً لِسُوَرِ القرآنِ الكريمِ وآياتِه، فهي التي عَبَّرَتْ عن معاني القرآنِ الكريمِ، وهي التي شَرَحَتْ مَقَاصِدَه، وهي التي فَصَّلتْ أحكامَهُ مِنْ صلاةٍ وزكاةٍ، وصيامٍ وحَجٍّ، وبُيُوعٍ ومُعاملات، وزواجٍ وطلاقٍ، ومَواريثَ ووصايا، وجِناياتٍ وحُدُودٍ، ودَعْوةٍ وجِهادٍ، وأَيْمانٍ ونُذُورٍ، وأَقْضِيَةٍ وشَهاداتٍ. واللغةُ العربيةُ هي التي نَقَلَتْ لنا قَصَصَ الأنبياءِ والمُرْسَلِينَ، مِنْ آدَمَ عليه السلامُ إلى خاتَمِ النبيينَ . واللغةُ العربيةُ هي التي وَصَفَتْ لنا قُدْرَةَ اللهِ الذي يُدَبِّرُ الأمرَ مِنَ السماءِ إلى الأرضِ خَلْقًا ورِزْقًا، وإحياءً وإماتةً، ورَفْعًا وخَفْضًا. واللغةُ العربيةُ هي لُغَةُ الأذانِ الذي هو شَعِيرَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الإِسلامِ، وبِهِ يُنادَى علَى المسلمينَ في كُلِّ يومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ لِيَقُوموا للهِ قانتِين. 
عِبَادَ اللهِ: إنَّ اللغةَ العربيةَ حَيَّةٌ لا تَمُوت، باقِيةٌ لا تَنْدَثِر، مَحفوظةٌ بِحِفْظِ اللهِ لِلذِّكْرِ الذي نَزَّلَهُ بِهذه اللغةِ، قال تعالى:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). إنَّ إعْزازَ اللغةِ العربيةِ وتَعْظِيمَها تعظيمٌ لِشعائِرِ اللهِ، وإنَّ مِنْ إعزازِها وتعظيمِها أن نحْرِصَ علَى تَعَلُّمِهَا وتَعْلِيمِها والتَّحَدُّثِ بِها، وأن نُمَكِّنَ لها في بُيُوتِنا ومدارِسِنا وجَامعاتِنا ومؤسَّسَاتِنا لأنَّها تُمَثِّلُ شَخْصِيَّتَنَا وتُعَبِّرُ عَنْ هُوِيَّتِنَا. هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً». أَيْ : حَسْرَةً وَنَدَامَةً. فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الْأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَجَالِسَنَا بِالْعِلْمِ عَامِرَةً، وَبِالدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ حَافِلَةً، وَبِالْخُلُقِ الْحَمِيدِ وَالْوَقَارِ وَافِرَةً. اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الْأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نعْلَمْ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ . اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشَّيْخ محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ احْفَظْ لِدَوْلَةِ الْإِمَارَاتِ اسْتِقْرَارَهَا وَرَخَاءَهَا، وَبَارِكْ فِي خَيْرَاتِهَا، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا وَاسِعًا شَامِلًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ. اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.

في متحف قصر المويجعي بالعين..طحنون بن محمد يشهد حفل إطلاق «كتاب أقوال الشيخ زايد»

شهد سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، مساء أمس، حفل إطلاق «كتاب أقوال الشيخ زايد»، وذلك بمتحف قصر المويجعي بمدينة العين، ودشن سموه الكتاب إعلاناً ببدء توزيعه حسب الخطة الموضوعة له حسب الفئات والجهات.
حضر الحفل الشيخ هزاع بن طحنون آل نهيان وكيل ديوان ممثل الحاكم بمنطقة العين، والشيخ زايد بن طحنون آل نهيان، والدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، والدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع وفلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات، والدكتور مطر محمد النعيمي مدير عام بلدية مدينة العين وعدد من المسؤولين.
يأتي إطلاق «كتاب أقوال الشيخ زايد» ضمن مبادرات عام زايد بمناسبة مئوية القائد المؤسس ويتضمن 100 مقولة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في مختلف المجالات مثل الاتحاد والأجيال والأجواء العربية والمرأة وقيام الاتحاد والإنجازات ومجموعة أخرى من الأقوال ضمن نسخة باللغتين العربية والإنجليزية.

وضمت مقدمة الكتاب كلمة لسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان حول مآثر الشيخ زايد، رحمه الله، وأهمية إحياء عام زايد بمبادرات رائدة تؤكد إنجازاته وتستعرض فكره «طيب الله ثراه».
وشمل حفل الإطلاق معرضاً خارجياً ضم أبرز صور الشيخ زايد «رحمه الله» - مع سمو الشيخ طحنون بن محمد في مدينة العين وعرض فيلم تعريفي يتضمن تفاصيل الكتاب وأهدافه.
وألقى الدكتور مطر النعيمي كلمة حول الكتاب والرعاية الكريمة من سمو الشيخ طحنون بن محمد لهذه المبادرة التي ترسخ أفعال وأقوال الراحل الكبير وتبني جسراً معرفياً بين فكر الشيخ زايد والجيل الحالي.
وتم خلال الحفل تكريم رعاة المبادرة ممثلين في جامعة الإمارات التي قامت بطباعة الكتاب إلى جانب داعمي المبادرة مثل دائرة التعليم والمعرفة وشركة أدنوك للتوزيع ومصرف أبوظبي الإسلامي وشركة الصير للدعاية والإعلان وجنان للاستثمار وشركة الظاهرة الزراعية وشركة الخليج للضيافة والأرشيف الوطني.. وشارك فريق «همة» الشبابي التابع لدائرة التخطيط العمراني والبلديات ببلدية مدينة العين بتنظيم هذه المبادرة.
من جانبه قال سالم راشد الكتبي رئيس لجنة مبادرة كتاب أقوال الشيخ زايد، إن هذه المبادرة ستتواصل حتى نهاية العام، وسيتم خلالها توزيع 100 ألف نسخة من الكتاب على فئات مختلفة من الجمهور إلى جانب توزيع مجموعة من النسخ على طلبة المدارس والجامعات بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة علاوة على توفير نسخة إلكترونية من الكتاب للجمهور للاطلاع عليه. (وام)  

رئيس الدولة ونائبه ومحمد بن زايد يعزون أمير الكويت بوفاة الشيخ فاضل الصباح


أبوظبي (وام)
بعث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» برقية تعزية إلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في وفاة الشيخ فاضل دعيج السلمان الصباح أعرب خلالها عن خالص مواساته في الفقيد راجياً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برقيتي تعزية مماثلتين إلى صاحب السمو أمير الكويت.