الجمعة، 22 يونيو 2018

إنها جنان كثيرة..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة


الخطبة الأولى
الحمد لله رب الأرض والسموات، جعل الجنات منازل ودرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، الهادي إلى الخيرات، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، فهي سبب الفوز بالجنات، قال تعالى:( إن المتقين في جنات وعيون* ادخلوها بسلام آمنين).
أيها المصلون: إن الجنة هي دار الكرامة، ومحل الرحمة، ففي الحديث القدسي:« قال الله تبارك وتعالى للجنةأنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي». وقد جعلها الله تعالى جنات عديدة، فمنها: جنة المأوى، وجنة الفردوس، وجنات عدن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إنها جنان كثيرة». وإن لكل جنة صفات تميزها، وأعمالا تبلغنا إليها، بينها لنا القرآن الكريم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فجنة المأوى عند سدرة المنتهى، قال الله تعالى:( عند سدرة المنتهى* عندها جنة المأوى). وهي جنة أعدها الله عز وجل في الآخرة لمن أكثر من عمل الصالحات، قال تعالى:( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون). يسكنها من خاف الله عز وجل، ونهى نفسه عن هواها، وردها إلى طاعة مولاها. قال سبحانه:( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى). وجنة الفردوس أعلى الجنان درجة، قال صلى الله عليه وسلم :« والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة».
وذكر القرآن الكريم صفات أصحابها، الذين يفوزون بها، فقال سبحانه:( قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغو معرضون* والذين هم للزكاة فاعلون* والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون* والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون* والذين هم على صلواتهم يحافظون* أولئك هم الوارثون* الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون). وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلبها فقال:« فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس». فنطلبها من الله الكريم بالدعاء والرجاء، وفعل الخيرات، قال سبحانه:( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا).
أيها المؤمنون: إن الله عز وجل بنى مساكن طيبة في جنات عدن للمؤمنين والمؤمنات، ووعدهم بها فقال تبارك اسمه:( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم).  فمن أراد أن يفوز بها؛ فليحرص أن يكون من المتقين الذين يمتثلون أوامر ربهم ويجتنبون نواهيه، قال عز وجل:( ولنعم دار المتقين* جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين). وقال سبحانه:( وإن للمتقين لحسن مآب* جنات عدن مفتحة لهم الأبواب). يسكنها الذين قال الله تعالى فيهم:( الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق* والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب* والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار* جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب* سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار). ويقول عز وجل:( ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى* جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى). فبين سبحانه تلك الدرجات العلى بأنها جنات عدن التي جعلها ثوابا لمن ابتعد عن الذنوب، فأطاع الله عز وجل فيما أمره، ولم يجترئ على معصيته. فاللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد الأمين صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).  
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، جعل الجنة ثوابا للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل.
أيها المسلمون: إن الجنة درجات، قال النبي صلى الله عليه وسلم :« إن في الجنة مئة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض». والتفاضل بين الناس في الإيمان والطاعات والأخلاق؛ هو سبب التفاضل في الجنات والدرجات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا». فالوفاء بالعهد، وصلة الأرحام، والمحافظة على الصلاة، والإنفاق في وجوه الخير، والصبر، ومعاملة الناس بالحسنى؛ يفوز صاحبها بالدرجات العلى في الجنة.
فهل نحرص على التحلي بهذه الصفات لنفوز بالجنة؟
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين.
اللهم اجعلنا من البارين بآبائهم وأمهاتهم، المكرمين زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم، اللهم أدخل السرور على قلوبهن وأسعدهن في الدنيا والآخرة.
اللهم اجعلنا من الواصلين أرحامهم، الباذلين لأوطانهم.
اللهم أدم السعادة على الحاكم والوطن. اللهم بارك لنا في دولة الإمارات، واحفظ خيرها، وزد نعمها، اللهم اجعلنا محافظين على البيئة بجميل سلوكنا، وحسن استخدامنا، وبارك في مواردها وشجرها، وأنبت زرعها، وأخرج ثمرها، واجعلها واحة غناء يا أكرم الأكرمين، فأنت على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
اللهم اجعل الإمارات بلاد علم وحضارة، وتسامح وسعادة، وبناء وقراءة، وجمال ونظافة.
اللهم ارحم شهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار، واجز خير الجزاء أمهات الشهداء وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا، اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه.
اللهم كن معهم وأيدهم، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء يا أكرم الأكرمين.
اللهم انشر الاستقرار والسلام في بلدان المسلمين والعالم أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد لكل خير، واحفظه بحفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم ارحمهم رحمة واسعة من عندك، وأفض عليهم من خيرك ورضوانك. وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا. اللهم احفظ لدولة الإمارات استقرارها ورخاءها، وبارك في خيراتها، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين.
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم.
وأقم الصلاة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق