باريس في 7 أكتوبر / وام
بحثت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي خلال زيارة العمل الرسمية التي تقوم بها لجمهورية فرنسا مع سعادة جاك لونغ رئيس معهد العالم العربي الذي يتخذ من باريس مقرا له سبل تعزيز علاقات التعاون بين المجلس والمعهد من خلال الاتفاق على آلية عمل تعزز من دور المؤسسات البرلمانية في دعم التعاون الثقافي بين مختلف الشعوب لا سيما بين الدول العربية والدول الأوروبية في العديد من الميادين.
ويعد بذلك المجلس الوطني الاتحادي أول مؤسسة برلمانية على مستوى الدول العربية يؤسس لتعاون وثيق يتم تأطيره مستقبلا بشكل فاعل بما يعكس حرص الجانبين على الاستفادة من مجالات التعاون المتاحة ومن العلاقة المتميزة التي تربط المعهد مع مختلف المؤسسات في دولة الإمارات.
حضر اللقاء الوفد المرافق لمعالي الدكتورة القبيسي والذي يضم سعادة كل من عبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس والدكتور سعيد عبدالله المطوع والدكتور محمد عبدالله المحرزي وسعيد صالح الرميثي وعزا سليمان بن سليمان وسعادة معضد حارب مغير الخييلي سفير الدولة في فرنسا.
وفي بداية اللقاء رحب رئيس معهد العالم العربي بمعالي الدكتورة القبيسي والوفد المرافق لها، مؤكدا أهمية هذا اللقاء في تفعيل التعاون بين الجانبين في العديد من المجالات مع التركيز على الجانب الثقافي..
وأشاد بالمكانة العالمية التي وصلت لها دولة الإمارات العربية المتحدة في جميع المجالات وبما تشهده من نهضة ثقافية ومن اهتمام بالمؤسسات الثقافية والفعاليات واستضافة وتنظيم الفعاليات الثقافية التي تحظى باهتمام وتقدير عالمي.
وقال إن دولة الإمارات تعد قدوة للدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط في مجال تمكين المرأة وأشاد بالعلاقات الثنائية والتعاون الدائم بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومعهد العالم العربي.. معربا عن حرص المعهد على تعزيز التعاون مع المجلس الوطني الاتحادي.
وأشار إلى أن هذا التعاون هو الأول من نوعه للمعهد في التعاون مع برلمان دولة عربية.. ونوه إلى أن المعهد يحرص على التعاون مع دولة الإمارات في مجالات المحافظة على التراث.. مثمنا أهمية المؤتمر العالمي للمحافظة على التراث الذي سينعقد في ديسمبر 2016 في أبوظبي لمناقشة آليات المحافظة على الإرث العالمي لا سيما في المناطق التي تشهد عدم استقرار وحروبا.
وأعربت معالي الدكتورة القبيسي عن شكرها وتقديرها لسعادة رئيس معهد العالم العربي لحرصه على تفعيل التعاون مع المجلس الوطني الاتحادي وذلك لأهمية الدور الملقى على عاتق المؤسسات البرلمانية والتي أصبح اليوم في ظل ما نشهده في العالم من تطورات وأحداث وتداعيات مهما وشاملا ويتطلب تفعيله للتعاون مع مختلف المنظمات والمؤسسات الدولية المتخصصة في جميع المجالات والتي لا شك في مقدمتها المعنية بالتعليم والتراث والعلم والتقنيات وحقوق الإنسان.
وثمنت معاليها سعي معهد العالم العربي إلى دراسة العالم العربي وفهم ثقافته وحضارته ولغته وجهوده الرامية إلى التطور وتشجيع التبادل الثقافي وتنشيط التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي وإنجاح العلاقات بين وفرنسا والعالم العربي عبر الإسهام في تعزيز العلاقات بين العرب وأوروبا.
وأضافت معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي إن ما تشهده المنطقة والعالم من ارهاب وتطرف وتشويه لصورة الإسلام السمحة بات يستهدف الأبرياء في مختلف دول العالم وتدفق اللاجئين إلى أوروبا وحالة عدم الاستقرار في عدد من الدول العربية يحتم تفعيل الشراكة والتنسيق بين مختلف المؤسسات والمنظمات المعنية بالعالم العربي والقضايا الملحة التي تعد أولوية وذات أهمية.
**********----------********** وأشادت معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي ورئيس معهد العالم العربي بالتعاون والشراكة القائمة بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية في المجالات الثقافية والتعليمية والمحافظة على التراث.. وأكدا أهمية ما تشهده علاقات التعاون الإعلامي والثقافي بين الدولتين من نشاط متميز حيث شاركت دولة الإمارات في العديد من الفعاليات الثقافية التي نظمها معهد العالم العربي في باريس كما أقامت الجمهورية الفرنسية العديد من المعارض الثقافية والمسرحية والسينمائية بالدولة.. فيما تعززت علاقات التعاون في مجال الآثار والتنقيب عنها والحفاظ على التراث على الصعيدين الوطني والعالمي.
وأكدت معاليها أن متحف اللوفر أبوظبي مشروع ثقافي عملاق وجزء من استراتيجية تنموية شاملة يجسد بلا شك علاقات الصداقة التاريخية المتينة والتعاون الوثيق والشراكة العميقة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بفرنسا في جميع المجالات الحيوية.
وأشارت إلى جانب آخر من التعاون وهو جامعة باريس-السوربون أبوظبي التي تهدف إلى الإسهام في تعزيز فرص التعليم العالي وتنوعها في الدولة ودول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام.
وقالت إن دولة الإمارات تستلهم أفكار مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الحفاظ على التراث وتتبنى منهجه في تحقيق التوازن بين النهضة العمرانية والحفاظ على التراث.. مؤكدة أن جوهر الاستراتيجيات التي تتبناها هيئات ودوائر السياحة والتراث الموجودة في جميع إمارات الدولة ينطلق من أن للإمارات تاريخا عريقا في التراث والفنون والحضارة المعمارية يرجع إلى حقبة ما قبل الميلاد ولابد من تضافر الجهود لحمايتها .
من جهته أكد معجب الزهراني مدير عام معهد العالم العربي أن المعهد ينظر الى مكانة دولة الامارات ودورها المهم والفاعل في التقريب بين الحضارات والاديان فالإمارات جزء من العالم العربي والمعهد يمثل الثقافة العربية بمداها التاريخي العريق ومستقبلها الواعد .
وقال ان دولة الامارات تنشر الأمل وتشكل رمزا للمثقفين وعرفت بتبني الحرية والمساواة مؤكدا على حكمة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه على صعيد قيام الدولة واحتضان جنسيات من مختلف دول العالم مختلفة الاديان والمذاهب وتتعايش في الامارات مشيرا الى أنه وعندما نتحدث عن التعايش والتسامح واحترام الاخر ونضرب أمثلة حية تكون دولة الامارات هي القدوة وحالة متفردة من حالات التقدم والتسامح والتعايش والانفتاح علي المستقبل.
وأضاف إن البلدان الحديثة لا تبنى إلا علي التسامح والتعايش ولا يتطور مجتمع يبني علي التشدد لأنه يعتبر آفة بدون شك وعلينا أن نحارب هذا التشدد الذي يؤدي الى التطرف والارهاب .
وقال إن " أي انسان يزور دولة الامارات يري التسامح مطبقا في جميع مناحي الحياة اليومية وهذا نموذج اعتقد أن علينا جميعا أن نشيد به ونطالب بهذا النموذج في كثير من البلدان" .
وفي ختام اللقاء قدمت معالي الدكتورة القبيسي لرئيس المعهد كتاب زايد والمجلس ليضاف إلى مقتنيات المعهد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق