أبوظبي في 17 يناير / وام
انطلقت في أبوظبي اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الخامس عشر لمنتدى حوار التعاون الآسيوي /ACD/ الذي تستضيفه دولة الإمارات بمشاركة وزراء خارجية ورؤوساء وفود الدول الأعضاء في المنتدى.
وترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الاجتماع الوزاري، حيث افتتح سموه الاجتماع بالترحيب بأصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود في بلدهم الثاني الإمارات العربية المتحدة، وأعرب سموه عن تقديره لحضورهم الاجتماع الوزاري الخامس عشر لحوار التعاون الآسيوي الذي يقام تحت عنوان "أبوظبي عاصمة الطاقة المستدامة" والذي يأتي في إطار التزام دولة الإمارات بتفعيل دور هذا التجمع الآسيوي، وبشكل يتزامن مع انعقاد أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017 الذي يُعتبر منصة مثالية للحوار والتعاون الدولي لبحث أبرز القضايا والحلول العالمية في قطاعات الطاقة النظيفة والمياه والبيئة والاستدامة.
وفي بداية كلمته أشاد سموه باستضافة مملكة تايلاند للقمة الثانية لحوار التعاون الآسيوي في بانكوك أكتوبر الماضي، والتي أكدت على حرص واهتمام قادة الدول الآسيوية على دعم هذا الصرح والمضي قدماً نحو تحقيق رؤية حوار التعاون الآسيوي 2030م.
وأعرب سموه عن شكره لمعالي بنديت ليمشون الأمين العام لحوار التعاون الآسيوي وفريق الأمانة العامة على جهودهم المبذولة في الإعداد والتحضير المتميز لهذا الاجتماع.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "تؤمن الإمارات العربية المتحدة بأن منتدى ورؤية حوار التعاون الأسيوي 2030 يسهم في تعزيز مكتسبات التعاون الدولي، وأن له دور مهم في تعزيز الحوار الشامل بين الدول بشأن أهم القضايا والاتجاهات المطروحة على الأجندة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، ونحن في دولة الإمارات نتطلع بأن يكون تجمعنا خطوة واعدة نحو المستقبل المنشود الذي يحقق آمال شعوب القارة نحو مزيد من التقدم والتطور والازدهار".
وأضاف سموه "تلتزم دولة الإمارات بالعمل على تحويل رؤية الشعوب المشتركة للتنمية الدولية إلى جهود ملموسة خلال تنفيذ "الأهداف الإنمائية المستدامة السبعة عشر" وتحقيق غاياتها ضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030".
وأكد سموه مواصلة دولة الإمارات بذل جهودها الحثيثة وتعاونها مع المجتمع الدولي وحوار التعاون الآسيوي .. وقال " يأتي إعلان أبوظبي الذي سيصدر عن اجتماعنا هذا، من أجل المساهمة الفاعلة في التصدي لتداعيات التغير المناخي وآثاره السلبية .. وإننا نؤمن بأن الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وحلولها العملية يسهم في تحقيق هذا الهدف والأهداف المرتبطة بالنمو الاقتصادي وتوفير الطاقة المستدامة والمياه النظيفة، علاوة على آثارها الإيجابية على النمو الاقتصادي والاجتماعي".
وفي هذا السياق، شدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على ضرورة تعزيز التجارة الحرة وتنمية الاستثمارات الإقليمية، والتكامل الاقتصادي وتسهيل الأنشطة الاقتصادية المشتركة بما في ذلك اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والتعليم، وتشجيع المبادرات والابتكار والإبداع، بما يحقق الازدهار والنمو الاقتصادي المستدام للقارة الآسيوية.
وقال سموه " لقد نجحت دولة الإمارات في استضافة المعرض الدولي إكسبو دبي 2020 وشعاره الرئيسي هو "تواصل العقول، وصنع المستقبل" ما يعني أن الوصول إلى حلول مستدامة للمشكلات العالمية يتطلب تفهم مختلف الثقافات وتعاون الدول والمناطق المختلفة".
وأوضح أن مفهوم إكسبو 2020 دبي يأتي تجسيداً لعالمنا الحديث الذي يسوده الترابط والتواصل أكثر من أي وقت مضى، ومن هنا نتطلع لمشاركة دول حوار التعاون الآسيوي في هذا الحدث الدولي الهام من أجل تعزيز التعاون والتواصل وتكوين الشراكات، لخلق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة للقارة الآسيوية خصوصاً، والعالم أجمع.
من جانبه أشاد معالي "دون برامودويناي" وزير الشؤون الخارجية في مملكة تايلاند بالجهود المتميزة التي بذلتها دولة الإمارات لعقد الاجتماع الوزاري الخامس العشر لمنتدى حوار التعاون الأسيوي ودفع الجهود التي يبذلها المنتدى بوجه عام.
ولفت إلى أن التعاون بين الدول الأعضاء أصبح أكثر تركيزا وأن رؤية المنتدى للعام 2030 هي القوة التي توجه وتقود عمله.. مشيراً إلى أن مهمة الدول الأعضاء هي صياغة خطط العمل وتطبيقها على أرض الواقع لتحقيق نتائج ملموسة تخدم بلدان وشعوب القارة الآسيوية.
وقال إن النقاش تركز في هذه الدورة على الطاقة والمياه والغذاء وهي القضية التي تستحق التركيز عليها لأن الغذاء والمياه والطاقة ضرورية لتحقيق الاستقرار والازدهار والاستدامة لبلداننا على المدى البعيد، ما يستدعي العمل على ضمان تنسيق السياسات والجهود على المستوى الوطني والدولي عندما نتعامل مع التحديات والفرص الماثلة.
وحث الوزير التايلاندي على المضي قدما في تطبيق نتائج القمة الثانية لمنتدى حوار التعاون الاسيوي من خلال تأسيس مجموعات عمل كآلية لترجمة الرؤية إلى أفعال ونتائج ملموسه.
وأشاد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في ختام الاجتماع الوزاري للمنتدى بجهود فريق عمل الخبراء في مجال الطاقة والذين قدموا "خطة عمل الطاقة" والتي تعتبر أحد أهم مخرجات الاجتماع الوزاري ومن شأنها أن تساهم في التصدي لتداعيات التغير المناخي وآثاره السلبية وتعزز حلول الطاقة المتجددة.
وأعرب عن تطلعه من الدول الأعضاء المشاركة لدعم تنفيذ "خطة عمل الطاقة" والمشاركة في الفعاليات والأنشطة المصاحبة لها لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال الطاقة.
وعبر عن تقدير دولة الإمارات للمبادرات المقدمة من قبل الدول الأعضاء التي تسعى للارتقاء والمضي قدماً بحوار التعاون الآسيوي ليصبح صرحاً آسيوياً يحقق آمال شعوب القارة الآسيوية ورحب بجميع هذه المبادرات والأنشطة خلال رئاسة دولة الإمارات لحوار التعاون الآسيوي لعام 2017.
وعقد الاجتماع الوزاري الخامس عشر تحت شعار "أبوظبي عاصمة الطاقة المستدامة" بالتزامن مع اسبوع أبوظبي للاستدامة ويهدف إلى تعزيز التعاون والروابط بين الدول الآسيوية وتعزيز مكامن ومصادر القوة الآسيوية ودعم قوتها التنافسية من خلال تعزيز التنوع والمصادر الغنية في القارة الآسيوية.
ويقوم المنتدى على مجموعة من القيم الأساسية التي يسعى إلى تحقيقها، والتي تشتمل على التفكير الإيجابي والتطوع والانفتاح واحترام التنوع.
وأكد المشاركون في الاجتماع التزام الدول الأعضاء بالعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الطاقة النظيفة، وضمان الوصول إلى الطاقة المستدامة، وتعزيز الارتباط بين الدول الآسيوية في مجال الطاقة المتجددة، باعتبارها مصدرا تنافسيا وموثوقا للطاقة، وتعزيز دور الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية المستدامة والتغير المناخي، والتأكيد على دورها كأداه رئيسية في استدامة النمو، وتشجيع الدول الأعضاء على تبني السياسات التي تسهل الاستثمارات الأجنبية في اقتصاديات بلدانها من خلال حماية حقوق المستثمرين القانونية والمالية، وتشجيع الاستثمار في مجالات البحث والتطوير في قطاعات أمن الطاقة والغذاء والمياه، وتشجيع الدول الأعضاء على نقل المعرفة والتكنولوجيا بينها ومواجهة الحاجة لخلق منصة مستمرة لنقل العلم والتكنولوجيا.
وشدد المشاركون في الاجتماع على أهمية مواجهة التحديات الحالية في سوق الطاقة ومواجهة الاتجاهات الناشئة التي من الممكن أن تؤثر على السياسات الوطنية، والاهتمامات والمصالح المشتركة.
وأصدر الاجتماع الوزاري الخامس عشر لحوار التعاون الآسيوي في ختام أعماله برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي " إعلان أبوظبي" .
وقد تأسس منتدى حوار التعاون الآسيوي في يونيو 2002 كمنتدى جامعٍ لكل الدول الآسيوية بمشاركة أربعة وثلاثين عضوا و تطور الحوار كمنظومة فعلية للتعاون الاستراتيجي ويسعى لتحقيق مهامه في تعزيز التنوع والتنافسية الآسيوية وإبراز الإمكانيات الآسيوية الهائلة.
ويتألف منتدى حوار التعاون الأسيوي حالياً من 34 دولة هي البحرين و بنغلاديش وبروناي دار السلام وبوتان و كمبوديا و الصين و الهند واندونيسيا وايران و اليابان و كازاخستان و جمهورية كوريا و الكويت وجمهورية قيرغيزستان و لاوس وماليزيا و منغوليا وميانمار وباكستان والفلبين وعمان وقطر وروسيا والمملكة العربية السعودية وسنغافورة وسريلانكا وطاجيكستان وتايلاند والإمارات العربية المتحدة وأوزبكستان وفيتنام وأفغانستان وتركيا ونيبال.
ومنذ تأسيسه في عام 2002 في تايلاند، تطور المنتدى في مسارين اثنين هما منتدى حوار التعاون الاسيوي، حيث يلتقي الوزراء سنويا لمناقشة تطورات التعاون الاقليمي، وطرق تعزيز الوحدة الاسيوية.. أما المسار الآخر فهو على مستوى المشاريع والذي يقوم على التعاون في مجالات الطاقة، والزراعة والسياحة ومكافحة الفقر، وتطوير تقنية المعلومات، التعليم الإلكتروني، والتعاون المالي.
جدير بالذكر أن الاجتماع الوزاري الرابع عشر عقد في مارس 2014 بالعاصمة التايلاندية بانكوك تحت عنوان " حوار التعاون الاسيوي: المضي قدماً".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق