الخميس، 11 يناير 2018

الحياة الطيبة..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْعَمَ بِالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ عَلَى عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، وَأَوْرَثَهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. 

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ). 
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). وَهَذَا وَعْدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ يُحْيِيَهُ حَيَاةً طَيِّبَةً. فَمَا هِيَ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ؟ إِنَّ الْحَيَاةَ الطَّيِّبَةَ مَطْلَبُ كُلِّ إِنْسَانٍ، يَسْعَى لِتَحْقِيقِهَا فِي بَيْتِهِ وَعَمَلِهِ، وَيُرِيدُ أَنْ يَجِدَهَا بَيْنَ أَهْلِهِ وَمَعَ أَصْدِقَائِهِ، فَهِيَ سَعَادَةٌ يَشْعُرُ بِهَا الْمَرْءُ، فَيَكُونَ مِنْ أَطْيَبِ النَّاسِ عَيْشًا، وَأَشْرَحِهِمْ صَدْرًا؛ تَمْلَأُ الطُّمَأْنِينَةُ قَلْبَهُ، وَتَغْمُرُ السَّكِينَةُ جَوَارِحَهُ، يَتَقَلَّبُ فِي نَضْرَةِ النَّعِيمِ، يَهْنَأُ بِصَفَاءِ الْخَاطِرِ، وَرَاحَةِ الْبَالِ، وَذَلِكَ لِمَا تَشْمَلُهُ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ مِنْ أَسْبَابِ الرَّاحَةِ كُلِّهَا. 
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ الإِيمَانَ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) وَيَشْرَحْ لَهُ صَدْرَهُ، وَمَنِ اسْتَقَرَّ الإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ، وَأَحْسَنَ عَمَلَهُ؛ أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ فِي الدُّنْيَا، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ فِي الآخِرَةِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ). أَيْ: تَطِيبُ حَيَاتُهُمْ، فَهُمْ يَسْتَشْعِرُونَ قِيمَةَ وَقْتِهِمْ، فَيُعَمِّرُونَهُ بِطَاعَةِ رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ، وَيُحَافِظُونَ عَلَى صَلَاتِهِمْ، ويَجِدُونَ فِيهَا سَعَادَتَهُمْ وَرَاحَتَهُمْ، قُدْوَتُهُمْ فِي ذَلِكَ سَيِّدُنَا وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ ? الْقَائِلُ :« يَا بِلَالُ أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا». فَبِالصَّلَاةِ وَذِكْرِ اللَّهِ تَطِيبُ النُّفُوسُ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ) وَمِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، فَتِلَاوَتُهُ وَتَدَبُّرُ مَعَانِيهِ مِنْ أَسْبَابِ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى). فَكُلَّمَا أَقْبَلْتَ عَلَى كِتَابِ رَبِّكَ تَتْلُو آيَاتِهِ ازْدَادَ لِسَانُكَ طِيبًا، وَنَفْسُكَ طُمَأْنِينَةً، قَالَ النَّبِيُّ :« الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ». 
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: وَمِنْ أَسْبَابِ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ؛ الْكَسْبُ الْحَلَالُ، قَالَ تَعَالَى:( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ). وَمِنْ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ أَنْ يَتَحَرَّى الْمَرْءُ الإِتْقَانَ فِي عَمَلِهِ، وَالأَمَانَةَ وَالصِّدْقَ فِي تَعَامُلَاتِهِ، فَتَطِيبَ حَيَاتُهُ، فَإِذَا زَكَّى قُبِلَتْ زَكَاتُهُ، وَإِذَا تَصَدَّقَ ضَاعَفَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُ أَجْرَ صَدَقَاتِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ». وَالْفَلُوُّ هُوَ الْمُهْرُ الصَّغِيرُ، وَإِذَا كُنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَانِعًا بِمَا رَزَقَكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ، رَاضيًا بِمَا قَدَّرَهُ لَكَ، وَرَزَقَكَ إِيَّاهُ، اسْتَرَاحَتْ نَفْسُكَ، وَطَابَ عَيْشُكَ، يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ :« طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَعَ». وَالْقَنَاعَةُ مِنْ مَعَانِي الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ وَأَسْبَابِهَا، وَهِيَ كَنْزٌ لَا يَفْنَى. 
عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنْ أَسْبَابِ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ الْهَانِئَةِ؛ الأُسْرَةُ السَّعِيدَةُ، قَالَ تَعَالَى:( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ). أَيِ: الطَّيِّبَاتُ مِنَ النِّسَاءِ لِلطَّيِّبِينَ مِنَ الرِّجَالِ. فَمَا أَطْيَبَ حَيَاةَ الأُسَرِ الَّتِي تُبْنَى عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَسُودُ فِيهَا قِيَمُ الْمَوْدَّةِ وَالرَّحْمَةِ، وَتَكْتَمِلُ سَعَادَتُهَا بِالذُّرِّيَّةِ الصَّالِحَةِ، فَالأَوْلَادُ ثَمَرَاتُ الْفُؤَادِ، وَفِلْذَاتُ الأَكْبَادِ، وَزِينَةُ الْحَيَاةِ، ذُرِّيَّةٌ مُبَاَركَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقَدْ تَوَجَّهَ سَيِّدُنَا زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِطَلَبِ الذُّرِّيَّةِ الطَّيِّبَةِ، وَتَضَرَّعَ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالرَّجَاءِ فَقَالَ:( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ). وَ(ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) أَيْ: نَسْلًا صَالِحًا مُبَارَكًا. وَبِذَلِكَ تَكْتَمِلُ الأُسْرَةُ الطَّيِّبَةُ، الْمُتَمَاسِكَةُ السَّعِيدَةُ، وَتَعِيشُ فِي مَوَدَّةٍ، وَتَنْعَمُ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَحَبَّةِ، وَالاِسْتِقْرَارِ وَالأَمَانِ، وَالتَّآلُفِ وَالإِحْسَانِ. 
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ تَقْدِيمَ الإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ مِنْ صُوَرِ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، وَالسَّعَادَةِ الْغَامِرَةِ، تَشْعُرُونَ بِهَا عِنْدَ كُلِّ لَمْسَةِ وَفَاءٍ، وَصُنْعِ مَعْرُوفٍ، وَكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، كَيْفَ لَا وَقد قال النبي« الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ». يَقْبَلُهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ). وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ تَزْرَعُ لَكَ فِي قُلُوبِ الآخَرِينَ مَحَبَّةً، وَتَغْرِسُ لَكَ فِي نُفُوسِهِمْ مَوَدَّةً، فَإِنَّ أَثَرَهَا ثَابِتٌ، وَأَجْرَهَا فِي السَّمَاءِ صَاعِدٌ، قَالَ تَعَالَى:( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ). فَإِذَا اعْتَادَ اللِّسَانُ أَنْ يَنْطِقَ بِالطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ، وَالْعَذْبِ مِنَ الْكَلَامِ؛ فَإِنَّ صَاحِبَهُ يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ مَحْب,وبًا، وَالتَّعَامُلُ مَعَهُ مَرْغُوبًا، فَيَسْعَدُ فِي حَيَاتِهِ، وَيَهْنَأُ عَيْشُهُ، وَيَعُمُّ عَلَى النَّاسِ خَيْرُهُ، وَتَزْدَادُ بِهِ الْبَرَكَةُ فِي وَطَنِهِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ). فَنَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ رَزَقَنَا حَيَاةً طَيِّبَةً فِي وَطَنٍ طَيِّبٍ، أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقِيَادَةٍ رَشِيدَةٍ حَكِيمَةٍ وَخَيْرَاتٍ وَفِيرَةٍ، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ. فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُدِيمَ عَلَينا طِيبَ الْحَيَاةِ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لِطَاعَتِه أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الأَمِينِ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ). نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ 

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ أَهَمَّ مَا نَتَوَاصَى بِهِ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْمُبَادَرَةُ إِلَى تَحْصِيلِ أَسْبَابِ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، فَالَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ تَطِيبُ حَيَاتُهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَفِي الآخِرَةِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يَتَنَعَّمُونَ فِيهَا، وَلَهُمْ فِيهَا مَسَاكِنُ طَيِّبَةٌ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). حُلِيُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الذَّهَبِ وَاللُّؤْلُؤِ، وَثِيَابُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ، وَيَهْدِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الِكَلَامِ الطَّيِّبِ، كَمَا كَانَ كَلَامُهُمْ طَيِّبًا فِي الدُّنْيَا ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ). فَمَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ بِحَيَاةٍ طَيِّبَةٍ فِي الدُّنْيَا يَتَوَلَّاهُ عَزَّ وَجَلَّ بِحَيَاةٍ أَطْيَبَ وَأَكَرَمَ مِنْهَا فِي الْآخِرَةِ. فَهَلْ نَحْرِصُ عَلَى الْقِيَامِ بأَسْبَابِ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ؟ 
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا». اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ زِدِ الإِمَارَاتِ بَهْجَةً وَجَمَالاً، وَاكْتُبْ لِمَنْ غَرَسَ فِيهَا هَذِهِ الْخَيْرَاتِ الأَجْرَ وَالْحَسَنَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشَّيْخ محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثَاً مُغِيْثَاً هَنِيْئَاً مُرِيْعَاً سَحّاً غَدَقَاً طَبَقَاً مُجَلَلَّاً دَائِمَاً إلى يومِ الدِّينِ ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنا الزَّرْعَ وَأَدرْ لَنَا الضَّرْعَ وَأَنْزِلْ عَلِيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأرضِ واكْشِفْ عَنَّا مِنْ البَلَاءِ مَالَا يَكْشِفْهُ غَيْرُكَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارَاً فَأَرِسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارَاً اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق